الاحتفال بالمولد النبوي لم ينقل عن أحد من السلف، وأول من ابتدعه من سموا أنفسهم بالفاطميين (المطعون في دينهم ونسبهم) سنة(362)هـ.
وهو من طرق الذين يريدون إفراغ الدين من مضمونه، وقد حكم كثير من العلماء ببدعته، ولو جاز الاحتفال بشيء من الأحداث لكان الاحتفال ببعثته وهجرته أولى من الاحتفال بمولده، والمسلم الصادق يحتفي به وبسنته كل وقت وحين.
من المفارقات أن ولادته صلى الله عليه وسلم لم تثبت في 12 ربيع الأول والثابت وفاته في هذا التاريخ، قال ابن الحاج:
"ثم العجب العجيب، كيف يعملون المولد لأجل مولده عليه الصلاة والسلام في هذاالشهر الكريم؟
وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل، وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً" (المدخل)
الاحتفال بالمولد النبوي من طرق الذين يريدون إفراغ الدين من مضمونه، وفيه تشبه بالنصارى في احتفالهم بميلاد عيسى عليه السلام، ولم ينقل فعله عن أحد من السلف في القرون الفاضلة وإنما حدث سنة(362)، ومن المفارقات أن ولادته صلى الله عليه وسلم لم تثبت في 12 ربيع الأول وإنما الثابت وفاته في هذا التاريخ، والصدق في المحبة يكون باتباع سنته كل حين.
كان الصحابة رضي الله عنهم "يتسابقون على وضوئه صلى الله عليه وسلم للتبرك به وكانوا لايحدون النظر إليه عليه الصلاة والسلام تعظيما له" ومع فرط تعظيمهم لم يحدثوا احتفالا لمولده وكذا القرون المفضلة بعدهم، وقد حذّرنا فقال :
"كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
ألا وإن أعظم صور التعظيم له صلى الله عليه وسلم: الاقتداء به وعدم مخالفة أمره حبا وانقيادا دائما وليس محدودا بوقت لا يتكرر إلا مرة كل عام.
الاحتفال بالمولد النبوي تسطيح للعقل ونشر للفكر الخرافي وتوسيع لمساحة نهشه في عقول المسلمين بإحياء البدعة وإماتة السنة واختزال لمحبته عليه السلام في قالب احتفالي نخدر به النفوس وتبقى مساحات هائلة في حياتنا من القول والعمل والسلوك والهدي الظاهر والباطن خلية من السنة بل على خلافها!
في زمن احتلال فرنسا لمصر أمر نابليون بإقامة الاحتفال بالمولد وتبرع له وحضر الحفل بنفسه لما فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات وفعل المحرمات.[ينظر:تاريخ الجبرتي2/306] فأقامه لإفساد عقائد الناس.. وبعض من يحتفلون بالمولد مرتزقة يجلبون به المال والجاه وبعضهم عوام مقلدون: يشبعون عاطفتهم الدينية ولو بطريقة بدعية.
لماذا لانحتفل بالمولد؟
قال ابن كثير في قوله:{وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه}"يتعجبون كيف اهتدى هؤلاء دوننا وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لوكان خيرا لسبقونا إليه؛ لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها"
وقفات مع قصيدة البردة:
ينادي قائلها:"يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك"، والله يقول {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}.
يقول:"فإن من جودك الدنيا وضرتها"، والله يقول {وإن لنا للآخرة والأولى}
يقول:"ومن علومك علم اللوح والقلم"، وهو صلى الله عليه وسلم يقول: {ولا أعلم الغيب} وفي فتاوى اللجنة[3/34]"في بعض أبياتها شرك أكبر..وكذب وغلو.."
مقياس حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم:
1-الشوق القلبي لرؤيته
2-اتباع سنته والسعي لنشرها
3-الذب عنه وعن آل بيته وصحابته وعن شريعته
4-محبة آل بيته وأصحابه وتوقيرهم والترضي عنهم وبغض من أبغضهم أو تنقصهم
5-كثرة ذكره والصلاة والسلام عليه
6-مدارسة سيرته وسنته
7-التحاكم إلى شريعته والرضا والتسليم لحكمه ودع عنك الأدعياء!zad
أربع مسائل ينبغي على مناظر متبني الموالد أن يبني عليها مناظرته:
1-هل فعل ذلك أصحاب القرون المفضلة؟
2-هل السلف أحرص على الخير أم من بعدهم؟
3-هل العبادات توقيفية؟
4-هل تقيمون هذه الاحتفالات بقصد العبادة أم لهوا؟
ونقض مذهبهم يكون ببعض هذه المسائل من عدة وجوه [فلتتأمل]؛ فكيف إذا اجتمعن؟
ويستدل أيضا على عدم مشروعية الموالد:
1-أننا لوسلمنا -جدلا- بالإباحة، فإن المباح إذا كان ذريعة إلى محرم - غالبا- صار حراما [وقدحكي الإجماع على هذا] وواقع الموالد كذلك بإقرار بعض متبنيه [انظر-مثلا-الأجوبة المرضية3/1120].
2-أن موالد الأنبياء وغيرهم من شعار غير المسلمين والمبتدعة بل هو مأخوذ عنهم أصالة.
3- لا يمكن الجزم بأنه في الثاني عشر من ربيع الأول؛ فهناك من قال بأنه في الثاني منه، وقيل: في الثامن، بل قال بعضهم: كان في رمضان، وقيل غير ذلك.
وبعض هذه الأقوال لا تقل قوة عن القول الذي عليه عمل أصحاب الموالد، فمنها ماجزم به كبار المؤرخين، بل أشير في طائفة منها إلى اتفاق المؤرخين، ومنها ما استدل له باستصحاب حال الاتفاق، واستدل بعض المتأخرين بالحساب وقد قال الشافعي وغيره: حكاية الحال إذا تطرقت إليه الاحتمالات سقط به الاستدلال.
وإذا تأملت هذا مع استحضار نص طائفة من مجوزي الموالد أنه ينبغي تحري يوم المولد بعينه، وأن نقله إلى غيره (فيه ما فيه) [ظ:حاوي الفتاوي1/196]؛ تبين لك سقوط مشروعية الموالد من الناحية التاريخية من غير وجه.
4-أن يقال لهم ماتعريف البدعة عندكم؟
فمهما أتوا بتعريف علمي فالموالد ليست خارجة عن حقيقته.
5- أن حرص كثير منهم على الاستدلال بأدلة ضعيفة دون اعتمادهم على أصل آخر يدل على مقدمتين:
أ/ تسليمهم بأن الأصل في هذا الباب التوقيف.
ب/ لو كان لديهم أدلة صحيحة واضحة لبادروا بإظهارها، ولما احتاجوا إلى تلك الأدلة الضعيفة أو الاستنباطات الغريبة البعيدة.
6-نص جماعة من المؤرخين [نسبه السهيلي وابن كثير وابن حجر للجمهور] بأن وفاته في12ربيع الأول، فلودعا مبتدع إلى جعل هذا يوم حزن لكانت شبهته أقوى من شبهة المحتفلين بذلك اليوم من جهتين:
أ/ أن الأحزان غلابة للأفراح [فلو توفي والد أحد الزوجين في ليلة عرسهما لعدّ احتفالهم تلك الليلة ضربا من الجنون].
ب/ أن عظم خطب يوم وفاته إنما يقابله -في العِظَم- يوم بعثته لا يوم ولادته.
zad

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق