شرطا قبول العمل:
لا يُقبَل العمل أو العبادة إلا إذا توفَّر فيه شرطان:
1- الإخلاص لله وحدَه،
2- والمتابعة والموافقة للشريعة .
قال الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
فجمع الله سبحانه وتعالى في هذه الآية هذين الشرطَين:
1- الإخلاص.
2- والموافقة للشَّرع.
فالمعنى: مَن كان يرجو ثوابَ الله وجزاءَه الصالح؛ "(فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا): مَا كَانَ مُوَافِقًا لِشَرْعِ اللَّهِ.
(وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا): وَهُوَ الَّذِي يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
وَهَذَانِ رُكْنَا الْعَمَلِ الْمُتَقَبَّلِ: لا بُدَّ أَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِلَّهِ، صوابًا عَلَى شَرِيعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" تفسير ابن كثير (5 /205).
شَرْطُ قَبُولِ السَّعْي أَنْ يَجْتَمِعَا *** فِيهِ إِصَابَةٌ وَإِخْلَاصٌ مَعَا
لِلَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ لَا سِوَاهُ *** مُوَافِقُ الشَّرْعِ الَّذِي ارْتَضَاهُ
وفي الحديث: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ [أي: غير مقبول]) رواه مسلم (1718).
قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا): "أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ.
فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ خَالِصًا ولَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ، حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا، وَالْخَالِصُ: إِذَا كَانَ لِلَّهِ، وَالصَّوَابُ إِذَا كَانَ عَلَى السُّنَّةِ" حلية الأولياء (8 /95) مدارج السالكين (2 /89).
وينظر: [العبودية لابن تيميَّة صــ 71، ومدارج السالكين (1 /83)، ومعارج القبول لحافظ الحكمي (3 /1211)].
بـــــقـــــــ الشيخ محمد صالح المنجد ـــلـــم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق