أنبأَتكم عـن الأسـى نظراتـي
عندما جئتُ في حفلـة الأمّهاتِ
قصَّتي بالدمـوع أروي أساهـا
حينَ ضاقت بشرحهـا كلماتـي
تتوارى أستاذتي وهـي خجلـى
حين جاءت بأظـرف الدَّعواتِ
حيَّرتها بطاقتي مـن ستدعـو؟
أمُّها لـم تَعُد بركـب الحيـاةِ
جئت مهزومة الخطى ؛ في عيوني
ألف بـؤسٍ يمـوج بالعبـراتِ
كـلُّ بنـتٍ بأمِّها تتبـاهـى
و أرى لا أرى سـوى ذكرياتـي
كنتُ بالأمس مثلهـنَّ أبَاهي
بكِ أمـّي أفوقُ كـلَّ البنـاتِ
كلُّ ركنٍ أرى بـه طيـفَ أميَّ
ثمَّ يمضي كأنني فـي سُباتِ
من هنـا أقبلت كأني أراها
لم يَزَل بعدُ ريحُها فـي عباتي
وَقَفَت عند باب فصلـي وألقت
نحـو عينـيَّ ألطفَ النظـراتِ
نطقت عينهـا وللعيـن وحـيٌ
فـاق -والله - منطـقَ الكلـمـاتِ
يا ابنتي ياحشاشةَ القلـب سِيري
للمعالي بوثبةٍ وثبـاتِ
لم يزل صوتُها الشجـيُّ بأذنى
وهواهـا يـمـرُّ كالنّسماتِ
أين أمي؟!سألتكـم.. لاتجيبـوا
إنما مـن يجيبنـي دمعاتـي!
أين صدرُ الحنان ما عُدتُ ألقـى
بعده من يعيذنـي مـن شتـاتي
مثلها الشمسُ حينَ غابت غشاني
ليـلُ همٍّ مكـبَّلُ الظلـمـاتِ
كنت أنسى بعينهـا كـلَّ همـّي
وأواري بحضنـهـا حسـراتـي
هي بالأمس زورقـي وشراعـي
فـي حيـاةٍ تَمُوجُ بالفاجعـاتِ
دمعـة فـوق قبرهـا ودعتنـي
ثـم ودّعتُ فوقهـا أمنياتي
في حياتي وجدتُ ما شئتُ لكـن
بَعدَ أمّي فقـدتُ طعـمَ الحيـاة !
د.محمد المقرن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق