حديث:
(إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) رواه أبو داود وضعفه كثير من المحدثين وصححه بعضهم (والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر... فقد أصاب السنة) فتاوى ابن باز 25/220
فيجوز أن يصوم في النصف الثاني:
- من صام في النصف الأول.
- من له عادة سابقة كصيام الاثنين والخميس.
- من عليه صوم واجب من قضاء أو نذر أو كفارة.
حديث لا يصح:
(خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر) رواه ابن عساكر [تاريخ دمشق] وهذا حديث مكذوب، قال الألباني في السلسلة الضعيفة (1452): (موضوع) وهو من رواية [بندار بن عمر الروياني] قال عنه النخشبي: كذاب [لسان الميزان].
(قال أهل التعديل والتجريح:
وليس في حديث ليلة النصف من شعبان حديث يصح). من كتاب العلم المشهور لابن دحية [الجزء المطبوع منه في الكلام على شعبان43] وقد نبه على ذلك أيضا: العقيلي [الضعفاء789] وابن العربي [عارضة الأحوذي3/275، أحكام القرآن4/117] وغيرهما [بل روي عن ابن المبارك أنه أنكره أيضا من جهة المتن- رواه الخطابي (الغنية23) وأبوعثمان الصابوني(عقيدته42)-]
قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم:
(لم أدرك أحدا من مشيختنا، ولا فقهائنا...يرى أن لها فضلا على سواها من الليالي). رواه ابن وضاح في[البدع]، وصحح محققا طبعتيه (112) (119) سنده.
- تنبيه: ينبغي لطالب العلم أن يفرق بين المسائل التالية:
أ/ تخصيص شعبان أو ليلة النصف منه بعبادات معينة - سوى كثرة الصوم- وهذه المسألة لا يصح فيها دليل، ولا يسوغ القول بها.
ب/ فضل إكثار الصوم في شعبان [وهذا قد اتفق على صحة السنة الفعلية فيه]
جـ/ تفضيل ليلة النصف من شعبان: الأكثرون على تضعيف أحاديثها [حكاه عنهم ابن رجب (لطائف261)
من أعظم نعم الله على عبده أن يزيل على يده البدع التي في بلده، ومن أهم شروط توفيق العبد لمثل ذلك:
أن يخلص نيته لله وأن لا يخاف فيه لومة لائم، وأن يكون إنكاره بحكمة مصحوبا ببيان الحجة، وأن تكون عزيمته صادقة، وأن لا يستحقرن نفسه -وتأمل هذين المثالين:
1/كان إنكار الحافظ ابن دحية لبدعة صلاتي رجب وشعبان سببا لإزالتهما من مصر في زمنه.[ظ:الباعث64]
2/أزال الله بسبب الإمام محمد بن عبدالوهاب كثيرا من مظاهر الشرك في بلده وغيرها، مع أنه كان لا يخفى على كثير من علماء عصره - بل بعض شيوخه أيضا- وجوب إزالتها، ولكنهم ما استطاعوا ما صنع لعدم توفر بعض الشروط المذكورة فيهم [وعلى رأسها العزيمة الصادقة، بل جاء في ترجمة الإمام أنه لما ناقش أحد شيوخه في ذلك تعذر بعدم القدرة والتقليل من جدوى الإنكار].
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
كل الأحاديث الواردة فيها (ليلة نصف شعيان) موضوعة وضعيفة لا أصل لها، وهي ليلة ليس لها خصوصية...وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف (فتاوى إسلامية) فيقوم ليلتها كبقية الليالي ويصوم يومها على أنه من أيام البيض كبقية الأشهر.
ليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي، لا تخص بقيام, ولا يوم النصف بصيام, لكن من كان يقوم كل ليلة, فلا نقول: لا تقم ليلة النصف, ومن كان يصوم أيام البيض لا نقول: لا تصم أيام النصف, إنما نقول: لا تخص ليلها بقيام ولا نهارها بصيام. [ابن عثيمين- لقاءات الباب المفتوح].
ما ورد من الأحاديث في قيام ليلة النصف من شعبان وصيام اليوم الخامس عشر منه كلها ضعيفة، فلا يثبت بها تأسيس عبادة، لا بقيام تلك الليلة، ولابصيام ذلك اليوم، لكن من كان يصوم من شعبان صياما كثيرا أو كان من عادته أنه يصوم الأيام البيض، أو الاثنين والخميس فإنه يصومها في شعبان كما يصومها في غيره، لا على أنه خاص بهذا اليوم وكذلك قيام الليل.[الفوزان].
وأما حديث:
(يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن). فقد ضعفه عدد من المحدثين وحسنه بعضهم، وعلى فرض صحته فإنه لا يدل على تخصيص ليلة النصف من شعبان ولا يومها بعبادة معينة وإنما يدل على إزالة الشحناء من الصدور والتصالح مع من قاطعهم المسلم من إخوانه المسلمين بلا سبب شرعي.
والله تعالى أعلم.
بـــــقـــــــ الشيخ محمد صالح المنجد ـــلـــم
almonajjid@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق