الخميس، 14 يوليو 2016

الاستقامة بعد رمضان

الحمد لله...

احذر من نقض العهد بعد توكيده، وترك الطاعة بعد التعوُّد عليها، وواصل ولا تنقطع: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا [أنقاضا]).

(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)،
ابن زيد: مَثَل ضربه الله لمَن نقض العهد الذي يعطيه [الطبري].

من استقام في رمضان فليستقم بعد رمضان:
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)،
قال عمر: لم يروغوا روغان الثعالب!

الاستقامة أعظم كرامة،
قال سفيان الثقفي: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال: (قل: آمنتُ بالله فاستقِم) [مسلم].

(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)،
أبو بكر: استقاموا فعلا كما استقاموا قولاً  *[القرطبي]،* ابن عباس: استقاموا على أداء فرائضه [الطبري].

☆ كان الحسن البصري إذا تلا قوله تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)
قال: "اللهم فأنت ربُّنا، فارزقنا الاستقامة"  [الطبري].

من كان مواظبا على قيام الليل في رمضان، ولا يُرى إلا راكعا أو ساجدا أو تاليا للقرآن؛ فلا يحرم نفسه من هذا الخير بعد رمضان ولو بالقليل.

عجبا لمن كانوا يعمِّرون المساجد ويداومون على قراءة القرآن، فلما مضى رمضان تأخَّروا وربما تركوا صلاة الجماعة!

يا من أقبلتَ على الله في رمضان؛ هلاَّ وفيت مع الله بعد رمضان؟ أم ستتعامل مع ربك بذمتين: ذمة رمضانية وذمة غير رمضانية؛ فتلقى الله بوجهين؟!

☆ حذَّرنا ﷺ من ترك الطاعة بعد التعود عليها؛
فقال لابن عمرو: (يا عبد الله؛ لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل)
[متفق عليه].

من المذموم التزام عبادة ثم الرجوع عنها، بل ينبغي الترقي في الخير كل يوم، وكان ﷺ (إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ) [رواه مسلم].

من علامات الخير:
المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلاً، ففي الحديث: (إن أحب الأعمال إلى الله: ما دُوومَ عليه، وإنْ قلَّ) [متفق عليه].

احذر من الحور بعد الكور:
كان ﷺ يستعيذ بالله من الحَور بعد الكور) [مسلم]، أي: الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية.

من علامات قبول الطاعة:
الاستمرار عليها والزيادة فيها والطاعة بعدها: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم)، وثواب الحسنة: الحسنة بعدها.

من علامات قبول العمل:
أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالا على الطاعة:
(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم).

علينا مواصلة الطاعات، ولا يكن آخر العهد بالقرآن ختمة رمضان، ولا بالقيام آخر ليلة من لياليه، ولا بالبر والجود آخر يوم فيه.

لئن رحل رمضان فالعمل لا يتوقف إلا بانقطاع الأجل، قال الحسن: "إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت" (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

بعد رمضان:
داوم على العمل الصالح ولو كان قليلا: فقد سئل رسول اللهﷺ: أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: (أدومه وإن قلَّ) [رواه مسلم].

مما يعين على الاستقامة بعد رمضان:
الاستعانة بالله؛ فهي محض مِنّة من الله عليك:(إياك نعبد وإياك نستعين)،(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).

ادع الله بالاستقامة:
عن أنس قال: (كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك) [رواه الترمذي، وهو في صحيح الجامع].

الثبات وصية النبي ﷺ لأصحابه الكرام:
(إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد).

مما يعين على الاستقامة بعد رمضان:
مجاهدة النفس والهوى والشيطان، والعزيمة الصادقة:

وخالف النفس والشيطان واعصهما •• وإنْ هما محّضاك النصح فاتهمِ

عليك بالمواظبة والمثابرة على فعل المأمورات والإكثار من الطاعات، والمصابرة عن الشهوات والمنهيات:
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

☆ (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)، قيل للإمام أحمد : متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: إذا وضع قدمه في الجنة" [المقصد الأرشد لابن مفلح].

الزم صحبة الصالحين أهل الاستقامة،
قال جعفر بن محمد: كنت إذا أصابتني فترة، جئت فنظرت في وجه محمد بن واسع، فأعمل على ذلك جمعة [مرآة الجنان].

بـــــقـــــــ الشيخ محمد صالح المنجد ـــلـــم

http://c002a7134.tumblr.com/post/147390503515/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق