أوجه تَمَنِّي الموت وحكم كل وجه :
تمنِّي الموت يقع على وجوه :
1- منها : تمنيه لِضُرٍّ دنيوي ؛ فيُنهَى حينئذ عن تمنِّي الموت ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ . فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) .
رواه البخاري (5671)، ومسلم (2680).
2- ومنها : تمنيه خوف الفتنة في الدين فيجوز حينئذ ، وقد تمناه خشية فتنة الدين خلق من الصحابة ، وفي الحديث : (وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً ؛ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ).
رواه الترمذي (3233) ، وصححه الألباني في الإرواء (684).
3- ومنها : تمنيه عند حضور أسباب الشهادة اغتنامًا لحضورها فيجوز ذلك أيضًا .
وسؤال الصحابة الشهادة وتعرُّضهم لها عند حضور الجهاد كثير مشهور .
4- ومنها : تمني الموت لمن وثق بعمله شوقًا إلى لقاء الله فيجوز وقد فعله كثير من السلف .
5- ومنها : تمنيه على غير الوجوه المتقدمة فقد رخص فيه بعض السلف وكرهه آخرون .
ولكن الأحاديث الصحيحة تدل على أن عمر المؤمن كلما طال ازداد بذلك ما له عند الله من الخير ؛ فلا ينبغي له أن يتمنى انقطاع ذلك إلا أن يخشى الفتنة على دينه ، فالموت خير من الحياة على هذه الحال .
لطائف المعارف لابن رجب (ص296-299) باختصار .
بـــــقـــــــ الشيخ محمد صالح المنجد ـــلـــم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق